
ربما لم يحالفني الحظ لحضور النسخة التاسعة من قمة إيجيبت أوتوموتيف، لظروف طارئة، لكنني تابعت بشغف جميع جلساتها لحظة بلحظة، إذ شهدت مشاركة واسعة من قادة الصناعة وخبراء السيارات وممثلي الحكومة والقطاع الخاص.
ناقشت القمة العديد من المحاور الإستراتيجية التي تسلط الضوء على مستقبل صناعة السيارات في مصر، مع التركيز على التوسع في التصدير وتعزيز التصنيع المحلي، ولعل أبرز ما أسعدني هو ما اتفق عليه جميع الحضور والمشاركين، بأن عام 2025 سيشهد نقلة نوعية في قطاع السيارات المصري، في ضوء توجه الدولة لتوطين تلك الصناعة، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع السيارات ومكوناتها، وهي رؤية متفائلة جاءت بالتزامن مع عودة شركة النصر للسيارات إلى الحياة، وإعلان العديد من الوكلاء عن البدء في التجميع المحلي لبعض الطرازات.
وفي حقيقة الأمر فإن هناك جهودا كبيرة تبذلها الحكومة الحالية للنهوض بتلك الصناعة التي أراها قاطرة الاقتصاد المصري، ونظراً لهذه الأهمية أصبحت تحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية، خاصةً المركبات الكهربائية، والتي أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، عن رصد الدولة مبلغ 100 مليار جنيه لدعمها.
تصريحات الرئيس السيسي، والتوصيات الختامية لقمة إيجيبت أوتوموتيف، والتحركات الحكومية المكثفة، تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن مصر قادمة بقوة في ملف صناعة السيارات، وأن هناك فرصاً حقيقية واعدة للمستثمرين المحليين، والشركات العالمية، للاستفادة والمشاركة في تلك النهضة المرتقبة.
لقد تحولت قمة إيجيبت أوتوموتيف، إلى عُرس سنوي لقطاع السيارات، وأصبحت من أهم الأحداث الوطنية المهمة على أجندة رجال الصناعة، واستطاع الزميل والصديق العزيز الكاتب الصحفي محمد أبوالفتوح، أن يخلق حالة غير مسبوقة من التواصل والتناغم بين القطاعين الحكومي، والخاص بهدف تقديم رؤية شاملة لتطوير صناعة السيارات في مصر.
كل الدعوات القلبية لـ”أبوالفتوح”، ولفريق “إيجيبت أوتوموتيف”، بمزيد من التقدم والتوفيق، خاصة أن الإنجاز الكبير الذي تحقق في القمة التاسعة، جعلهم أمام تحدٍ كبير في النسخة القادمة لاستكمال تلك المسيرة الناجحة.