سجّلت أسهم شركة فيراري (Ferrari NV) يوم الخميس أسوأ أداء يومي لها منذ ما يقرب من عقد، لتُعاقبها الأسواق على “تواضع” طموحاتها المستقبلية. فبعد يوم الأسواق المالية الذي عقدته الشركة في مارانيلو، هوى السهم بنسبة قياسية بلغت 14% في بورصة ميلانو، محطماً بذلك هدوءه الذي استمر منذ بداية العام.
لم يكن هبوط “الحصان الجامح” بسبب أرقام كارثية، بل جاء كرد فعل على توقعات حذرة لم ترقَ لتطلعات المستثمرين، خاصةً على المدى الطويل.
ورغم رفع الشركة لأهداف إيراداتها وأرباحها لعام 2025 بشكل طفيف (توقعت إيرادات تتجاوز 7.1 مليار يورو وأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك تزيد عن 2.72 مليار يورو)، إلا أن الضربة القوية جاءت من خطتها لعام 2030.
حيث أشارت فيراري إلى أن إيراداتها في 2030 ستصل إلى 9 مليارات يورو، مع أرباح لا تقل عن 3.6 مليار يورو، مما يمثل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 6% فقط. هذا المعدل يقل بنسبة كبيرة عن توقعات سابقة بلغت 10%، مما دفع المحللين والمستثمرين إلى اعتبار التوجيه “محافظاً” بشكل مبالغ فيه.
كما أعلنت الشركة عن تراجع كبير في طموحاتها نحو المستقبل الأخضر، حيث قلّصت خطتها للسيارات الكهربائية، مُشيرةً إلى أن الطرازات الكهربائية بالكامل ستشكل 20% فقط من تشكيلتها بحلول عام 2030، انخفاضاً من الهدف السابق البالغ 40%.
ويأتي هذا التراجع في ظل الصعوبات التي تواجهها شركات السيارات الفاخرة الأخرى، مثل بورشيه ومرسيدس، في إقناع المشترين الأثرياء بالتحول نحو المركبات القابلة للشحن، وفي محاولة فيراري لاستعادة الزخم في أسواق حيوية مثل الصين.